لماذا لا يجب الثقة في أجهزة لاب توب الألعاب مهما تطورت
![]() |
لماذا لا يجب الثقة في أجهزة لاب توب الألعاب مهما تطورت |
لقد شهد سوق أجهزة لاب توب الألعاب نموًا سريعًا في السنوات الأخيرة، مدفوعًا بالطلب المتزايد للمستهلكين على الأجهزة الرائدة الأكثر نحافة والأخف وزنًا. ومع ذلك، رغم التطور السريع في التصميمات والشرائح والمواصفات التقنية، إلا أن عمر البطارية لا يزال القسم الوحيد الذي لم يتلقى اهتمام حاسم من مطوري الطاقة حتى الآن، وهذا ما يجعلنا غير قادرين على وضع ثقتنا في أجهزة لاب توب الألعاب الحديثة رغم كل مميزاتها.
أجهزة لاب توب الألعاب
أتمنى ألا تفهمنِ بشكل خاطئ، فهناك العديد من أجهزة لاب توب الألعاب الاحترافية التي تستحق الاستثمار، بما في ذلك بعض الحلول متوسطة التكلفة التي لا تتطلب ثروة طائلة من المال، إلا إنها تقدم تجربة لعب غامرة وموثوقة. ولكن عند اختيار أفضل لاب توب للاستخدام الشخصي، يحتاج المستخدمون التأكد من تلبية هذا الجهاز لطموحاتهم، وأنهم يضعون أموالهم التي اكتسبوها بشق الأنفس في المكان الصحيح. للأسف، هنا حيث تصبح أجهزة لاب توب الألعاب فخ كبير لمعظم اللاعبين، ليس بسبب تفاوتها في الأداء مقارنة بأجهزة سطح المكتب فحسب، ولكن لأنها مازالت تعاني من مشكلة عدم قدرتها على الاستقلالية بشكل مريح.
بالفعل، لقد تطورت أجهزة اللاب توب المُخصصة للألعاب بشكل منقطع النظير وبوتيرة متسارعة خلال السنوات القليلة الماضية. أصبحت أكثر متانة، أخف وزنًا، أكثر قوة، ومُزوّدة بعدد كبير من الميزات المُحببة لجمهور اللاعبين، إلا أن بطارياتها تستمر في التدهور عامًا تلو الآخر. هذا لا يعني أن البطاريات لم تتطور لتواكب متطلبات الأجهزة الحديثة فحسب، ولكن هناك أيضًا عوامل أخرى تجعل أجهزة لاب توب الألعاب خيارًا غير جديرًا بالثقة.
■ السبب الأول: الألعاب الحديثة لا ترحم
![]() |
مساوئ أجهزة الكمبيوتر المخصصة للألعاب |
إذا حاولت لعب لعبة قديمة من العقد الماضي على إحدى أجهزة لاب توب الألعاب الحديثة، فمن المحتمل أن تتمكن من الاستمتاع بجلسة لعب طويلة قد تستغرق أكثر من 5 ساعات قبل أن تحتاج لشحن البطارية مرةً أخرى. ولكن عندما نتحدث عن الألعاب الحديثة التي صدرت خلال العامين الماضيين، فيؤسفني أن أخبرك أن أفضل لاب توب ألعاب لن يستطيع المواصلة لأكثر من ساعة أو ساعتين على أقصى تقدير قبل أن يحتاج لتوصيله بمصدر الطاقة مرة أخرى.
السبب في ذلك هو أن مطوري الألعاب يحاولون تحسين جودة ألعابهم لتعمل بشكل مثالي وتستفيد بالطاقة الكاملة التي تقدمها أجهزة كمبيوتر سطح المكتب التي عادةً ما تكون متصلة بالكهرباء على مدار الساعة. أصبحت الألعاب الحديثة تحتوي على مستويات متقدمة للغاية وأكثر تعقيدًا من الرسومات التي تتطلب عمل الشرائح بطاقتها القصوى لتقديم أداء سريع وسلس يُرضي اللاعبين. لذلك، ستلاحظ أنه عند تشغيل هذه النوعية من الألعاب على أجهزة اللاب توب المُخصصة للألعاب، فلن تتمكن من الاستمرار لساعة ونصف حتى تنضب البطارية بالكامل طالما لم تكن متصلة بالشاحن بصورة متواصلة.
قد يكون الحل الوحيد لتفادي هذه المشكلة عن طريق توصيل اللاب توب بالشاحن أثناء جلسات اللعب، ولكنك للأسف تفقد القيمة الحقيقية التي صُممت من أجلها أجهزة الكمبيوتر المحمول بالمقام الأول: الاستقلالية وسهولة الحركة والتنقل من مكان إلى آخر. فإذا كنت تخطط لتوصيل اللاب توب بمصدر طاقة على مدار الساعة، فلماذا لا تشتري جهاز كمبيوتر مكتبي بدلاً من ذلك؟
■ السبب الثانِ: تقنية البطارية لم تتطور بمستوى مكافئ لتطور الشرائح
![]() |
ما يجب معرفته قبل شراء لاب توب للالعاب |
يجب أن تصبح شرائح المعالجات أكثر قوة وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة عامًا تلو الآخر بفضل دقة التصنيع الأحدث لرقائق السيليكون. ولكن لسوء الحظ، خالفت شركات الهاردوير هذا المنطق في السنوات الأخيرة مدفوعة بالطلب المتزايد للمستهلك على الشرائح الأكثر قوة. انظر بنفسك إلى متطلبات البطاقات الرسومية الحديثة من الطاقة مقارنةً بالبطاقات الرسومية التي صدرت منذ 5 إلى 10 سنوات.
شعرت شركات الهاردوير أنه من أجل تطوير التقنية، والتفوق بفجوة كبيرة في الأداء مقارنةً بالمعالجات الأقدم، أنه لابد من استهلاك المزيد من الطاقة. للأسف، لم تتطور تقنية البطارية بشكل مكافئ للتطور السريع الذي شهدته شرائح المعالجة في السنوات الأخيرة. تحاول شركات تصنيع أجهزة لاب توب الألعاب تزويد حلولهم ببطاريات ذات خلايا أكبر وقادرة على الصمود لفترات أطول، إلا إنها لا تزال تعجز عن تلبية احتياجات اللاعبين من حيث الاستقلالية.
لم تطور شرائح المعالجة فحسب، وإنما شهدت تقنية العرض نموًا ضخمًا بفضل معدلات التحديث الأسرع ودقة العرض الأكبر ومعدلات السطوع الأعلى، وبالتالي باتت تستهلك مقدار أكبر من الطاقة. أصبحت تحتوي على سعة أكبر من الذاكرة العشوائية، وأنظمة تبريد احترافية تتطلب المزيد من الطاقة للعمل بسرعات أعلى في التبريد. فعلى الرغم من زيادة الطلب على الطاقة لجميع تلك المكونات، إلا أن تقنية البطارية لم تتطور بالشكل الكافِ لمواكبة تلك المتطلبات.
من حسن الحظ أن هذا ليس هو نفس الحال مع أجهزة الكمبيوتر المحمولة التقليدية المُخصصة للمهام الأخرى. فهناك بعض الخيارات التي تستطيع المواصلة لأكثر من 10 ساعات بسهولة شديدة. وفي مقال افضل لاب توب من حيث عمر البطارية، قدمنا لكم بعض الحلو التي تستطيع الاستمرار لأكثر من 20 ساعة من بث الفيديو أو تصفح الويب بدورة شحن واحدة.
ولكن عندما نتحدث عن أداء أجهزة لاب توب الألعاب في عمر البطارية، فبالكاد تستطيع هذه الأجهزة العمل لأكثر من ساعتين قبل أن تحتاج لإعادة شحنها بالطاقة لأن الألعاب الحديثة قادرة على استنزاف الشحن سريعًا بسب حالة الضغط المكثفة التي تضعها على عتاد الهاردوير.
■ السبب الثالث: لأنها أصبحت أكثر نحافة
![]() |
عيوب لاب توب الالعاب |
لو لم يكن المستهلك النهائي هو من يطلب التصميمات الأرقى والأخف وزنًا والأكثر نحافة، لربما وجد المصنعون طرقًا لزيادة سعة البطارية في أجهزة لاب توب الألعاب. فبسبب توجهات مصنعي أجهزة اللاب توب نحو التصميمات الأخف وزنًا، لم تعد هناك مساحة كبيرة متبقية لتدشين بطاريات أكبر حجمًا، ناهيك عن القواعد الصارمة لخطوط الطيران التي تُقيّد الحد الأقصى لسعة البطارية بحجم 100 وات لأي لاب توب على متن الرحلات الجوية.
ولكن بغض النظر عن لوائح رحلات الطيران، فكان من الممكن أن توفر بعض الشركات طرازات مُخصصة للاعبين الغير مسموح لها بالطيران. بالإضافة إلى ذلك، فإن عتاد الهاردوير الأحدث يتسبب في توليد الكثير من الحرارة المرتفعة، مما يعني أنه لابد من توفير أساليب تبريد أكثر قوة داخل هيكل اللاب توب الضيق للغاية. لذلك، بين التصميمات الأكثر نحافة والأخف وزنًا، وأساليب التبريد المتطورة، لم تترك هذه العوامل مساحة فارغة كافية لوجود بطاريات أكبر بالداخل.
■ السبب الرابع: تقنيات العرض الأحدث ليست بدون مقابل
![]() |
لماذا يجب الابتعاد عن لاب توب القيمنق |
أصبحت أجهزة لاب توب الألعاب مزوّدة بشاشات رائعة ذات دقة عرض تتراوح من 1440p إلى 4K، كما إنها تأتي مدعومة بمعدلات تحديث فائقة السرعة، ومعدلات سطوع مثالية، ومعايرة استثنائية للألوان. كل هذا من أجل تقديم تجربة مرئية غامرة لا تشوبها شائبة. ولكن هذا الجمال ليس مجانيًا. فإن تقنيات العرض الحديثة والمتطورة هي الأكثر تطلبًا للموارد، وتضع عبئًا إضافيًا على المعالج الرسومي، ما يتسبب في استهلاك المزيد من الطاقة، سواء في حالات الاستخدامات الخفيفة أو مع الألعاب.
فعلى الرغم من أنك تتمنى امتلاك لاب توب بشاشة OLED بمعدل تحديث 240Hz، إلا أن جهازك هذا لن يستطيع الصمود لساعتين مقارنةً بجهاز لاب توب بشاشة 1080p/60Hz يستطيع الاستمرار لأكثر من 4 ساعات. لهذا قلنا لكم أن التجربة المرئية التي لا تُضاهى من حيث الجودة والجمال لا تأتي بدون مقابل.
■ السبب الخامس: عتاد الهاردوير الأكثر قوة
![]() |
عيوب اللاب توب المخصص للالعاب |
إذا نظرنا في أجهزة لاب توب الألعاب الحديثة لعامي 2024/2025، سنجد أنها قد تحتوي على معالجات مركزية من فئة Core Ultra 9/Ryzen 9، وبطاقات رسومات من فئة RTX 40 / RTX 50، وذاكرة عشوائية ضخمة بسرعات جنونية، وحلول تخزين SSD فائقة السرعة. جميع هذه المكونات مطلوبة بالفعل لتقديم تجربة لعب انسيابية وأكثر سلاسة مع ألعاب فئة A الثلاثية، ولكن في نفس الوقت، هذه المكونات متعطشة للطاقة بشراهة كبيرة، وليست مثالية للغاية في أجهزة لاب توب الألعاب، حتى وإن كانت هي الأفضل من حيث الأداء.
في الختام يعد امتلاك لاب توب مُخصص للألعاب فكرة مغرية للغاية من الناحية النظرية. فلقد باتت أكثر قوة، بشاشات أكثر وضوحًا، وهياكل أكثر نحافة، ولكن كل هذا يأتي على حساب متطلباتها الأكبر من الطاقة. هذا ما يجعلها خيارًا غير موثوقًا للمستخدمين المتنقلين لشكل دائم، خاصة وإن كانوا من فئة اللاعبين المتحمسين. الحالة الوحيدة التي تجعلك ترضى بهذه الأجهزة هي ما إذا كنت مستعد على توصيلها بالتيار الكهربائي بشكل دائم، ولكنها بيئة غير مريحة في الاستخدام، وستكون سببًا في هلاك وتدهور البطارية بشكل أسرع.
اقرأ المزيد: متى ينبغي تغيير بطارية اللاب توب ؟
**************************