السيارات الكهربائية الصينية تصل نيجيريا مع ارتفاع أسعار الوقود في البلاد، هذا أكثر ما اهتم به النيجيريين هذه الأيام، فمع انتشار السيارات الكهربائية وتوسعها في الكثير من البلدان حول العالم، فقد رأت الصين أن تمد ذراعها لتصل إلى قلب مدينة لاغوس النيجيرية لتبيع ماركات سيارات الكهرباء بدلاً من الوقود، وذلك من أجل التخلص من مشاكل ارتفاع الأسعار في المحروقات، فهل هذا يُعتبر بديل اقتصادي؟
السيارات الكهربائية الصينية تصل نيجيريا
الكثير من الوكالات في نيجيريا بدأت بعرض موديلات وماركات من السيارات الكهربائية في قلب الدول الإفريقية، وتحديداً في حي فيكتوريا الغني والراقي، فقد شهدت نيجيريا مؤخرًا زيادة ملحوظة في انتشار السيارات الكهربائية الصينية، وذلك نتيجة لارتفاع أسعار الوقود التقليدي، مما جعل السيارات الكهربائية خيارًا أكثر اقتصادية للمواطنين. في مدينة لاغوس، على سبيل المثال، تعرض صالة عرض "ساجليف" موديلات صينية تحمل أسماء غير مألوفة مثل "Voyah" و"Nammi" و"Mhero".
تُعزى هذه الزيادة في الإقبال على السيارات الكهربائية إلى كفاءتها من حيث استهلاك الوقود وتكلفتها المعقولة، بالإضافة إلى تصميماتها الحديثة وميزاتها المبتكرة. تتميز هذه السيارات بتقنيات متقدمة مثل أنظمة المعلومات والترفيه الحديثة، والكاميرات الخلفية، والمقاعد المدفأة، والتحكم التلقائي في المناخ، مما يوفر راحة وملاءمة للمستخدمين.
التعاون الصيني النيجيري
في سياق متصل، تسعى الحكومة النيجيرية إلى تعزيز التعاون مع الصين لإنشاء مصانع لتجميع السيارات الكهربائية داخل البلاد. وقد دعت وزيرة الدولة للشؤون الخارجية، السفيرة بيانكا أودوميجوو-أوجوكوو، الحكومة الصينية لدعم جهود نيجيريا في تنويع اقتصادها من خلال الاستثمار في هذا القطاع.
من المتوقع أن يستمر هذا التوجه في النمو، خاصة مع زيادة الوعي البيئي والبحث عن بدائل مستدامة واقتصادية للوقود التقليدي.
ارتفاع أسعار الوقود في نيجيريا والهرب إلى البديل السيارات الكهربائية
فقد شهدت نيجيريا مؤخرًا ارتفاعًا حادًا في أسعار الوقود، مما دفع العديد من المواطنين إلى البحث عن بدائل أكثر اقتصادية والتي على رأسها شراء السيارات الكهربائية الصينية.
فمنذ إلغاء دعم الوقود في عام 2023، تضاعفت أسعار البنزين في نيجيريا، مما جعل التنقل باستخدام السيارات التقليدية عبئًا ماليًا على العديد من المواطنين. وأدى ذلك إلى زيادة تكلفة النقل العام وارتفاع أسعار السلع والخدمات، ما دفع الأفراد والشركات إلى التفكير في حلول بديلة أكثر كفاءة.
ومع ارتفاع تكاليف الوقود، بدأت السيارات الكهربائية في جذب انتباه النيجيريين كخيار أقل تكلفة على المدى الطويل، فالسيارات الكهربائية لا تحتاج إلى البنزين أو الديزل، وتكاليف صيانتها أقل مقارنة بالسيارات التقليدية. كما أن بعض الشركات تقدم تسهيلات في الدفع وتقسيط السيارات الكهربائية، مما يجعلها خيارًا ميسرًا لفئات واسعة من المستهلكين.
الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية الصينية
فقد شهدت السيارات الكهربائية الصينية البديل الأنسب والأكثر توفيراً للنيجيريين، مثل سيارات "Voyah" و"BYD" و"Mhero"، بسبب أسعارها المعقولة مقارنة بالموديلات الأوروبية أو الأمريكية باهظة الثمن والتي تعمل بالوقود "السولار" ذات الأسعار الغالية، كما أنها مزودة بتقنيات حديثة مثل أنظمة الترفيه الذكية، والكاميرات الخلفية، والتحكم التلقائي في المناخ.
تحديات تواجه الانتقال إلى السيارات الكهربائية في نيجيريا
رغم المزايا الاقتصادية والبيئية، تواجه السيارات الكهربائية بعض العقبات في نيجيريا، وأهمها:
- البنية التحتية للشحن: لا تزال محطات الشحن الكهربائي محدودة، مما يشكل تحديًا أمام مستخدمي السيارات الكهربائية، وأغلب المواطنين يعتمدون على مولدات الديزل في ظل شح الكهرباء في الكثير من المدن.
- انقطاع الكهرباء: تعاني نيجيريا من مشكلات في التيار الكهربائي، مما قد يؤثر على قدرة المستخدمين على شحن سياراتهم بانتظام.
- القدرة الشرائية: رغم كون السيارات الكهربائية أرخص على المدى الطويل، إلا أن تكلفتها الأولية لا تزال مرتفعة نسبيًا لبعض المستهلكين.
الجدير ذكره، تسعى الحكومة النيجيرية إلى تعزيز صناعة السيارات الكهربائية محليًا من خلال التعاون مع الشركات الصينية لإنشاء مصانع تجميع داخل البلاد. كما تعمل على تحسين البنية التحتية للكهرباء ودعم مشروعات الطاقة المتجددة، مما قد يساعد على تسهيل التحول إلى السيارات الكهربائية.
اقرأ المزيد: ما هي السيارات الكهربائية؟ وما هي فوائدها وعيوبها؟
ختاماً، مع استمرار ارتفاع أسعار الوقود، من المتوقع أن يزداد الإقبال على السيارات الكهربائية في نيجيريا، خاصة إذا تم حل تحديات البنية التحتية ودعم السياسات الحكومية لهذا التحول، فهل ستكون السيارات الكهربائية الصينية وغيرها هي مستقبل وسائل النقل في نيجيريا؟ السنوات القادمة ستكون كفيلة للإجابة على هذا السؤال.
*****************