هل من الضروري شراء لاب توب بشاشة 120Hz ؟
هل من الضروري شراء لاب توب بشاشة 120Hz ؟ |
خلال السنوات القليلة الماضية بدأنا نشهد توجهات مُصنّعي أجهزة الحواسيب المحمولة نحو الشاشات التي تتمتع بمعدلات تحديث مرتفعة مثل معدل تحديث 120Hz. في الواقع، أغلب المستخدمين المستعدين من أجل التضحية بمبلغ مالي يتخطى حاجز الألف دولار أمريكي من أجل شراء لاب توب جديد لن يكونوا سعداء إذا اتضح لهم أن شاشة اللاب توب بمعدل تحديث قياسي 60Hz.
شراء لاب توب بشاشة 120Hz
ولكن يبقى السؤال قائماً وهو: "ما الذي يجعل من أمر شاشات 120Hz مغرية في أجهزة اللاب توب، وهل من الضرورة شراء لاب توب بشاشة تتمتع بمعدلات تحديث مرتفعة، وما هو موقفك إذا كنت تواجه عجز في الميزانية عند شراء اللاب توب القادم لك؟ جميع هذه الأسئلة قد تجعل أي شخص في حيرة من أمره عند ترقية اللاب توب القديم واستبداله بآخر جديد، خاصة وأننا لا نقوم بشراء لاب توب جديد كل عام. فجميعنا يتمنى امتلاك لاب توب يتمتع بالقدر الكافِ من العتاد والتقنيات التي تجعله قادراً على مواكبة متطلبات الأعمال المستقبلية دون أن يضطر إلى استبداله بواحد آخر.
حسناً، دعونا فقط في البداية نلفت النظر إلى شيء غاية في الأهمية وهو أن الأمر يعتمد على استخداماتك ومتطلبات أعمالك والميزانية المتوفرة معك. ولكن من خلال هذا المقال سنحاول أن نتعمق ونغوص قليلاً في الحديث عن الحواسيب المحمولة التي تحتوي على شاشات ذات معدلات تحديث مرتفعة وما هي أهميتها ومتى يمكن الاستفادة منها.
■ ماذا تعني كلمة معدل تحديث 120Hz بشاشات الكمبيوتر
ما فائدة معدل تحديث 120 هرتز في شاشة اللاب توب |
إذا كانت لديك خبرة سابقة عن معدلات التحديث "Refresh Rate" مع شاشات الحواسيب المكتبية، فالأمر سيان على شاشات أجهزة الحواسيب المحمولة. معدل التحديث يتمثل في عدد المرات التي ستقوم الشاشة فيه بتحديث الإطار في الثانية الواحدة قبل عرضه على الشاشة. بمعنى أنه إذا كنت تمتلك لاب توب بشاشة ذات معدل تحديث 120Hz، فهذا يعني أن شاشة اللاب توب ستقوم بتحديث الإطار 120 مرة في الثانية الواحدة قبل عرضه على الشاشة.
أما عندما نتحدث عن الشاشة القياسية التي لطالما رأيناها مع أجهزة سطح المكتب والحواسيب المحمولة وحتى الهواتف الذكية فهي تدعم معدل تحديث قياسي بسرعة 60Hz. هذا يعني أنه إذا كنت تمتلك شاشة بمعدل تحديث 120Hz فهي قادرة على تحديث كل إطار أسرع مرتين من عدد تحديث الإطارات على شاشة 60Hz.
وبالتالي أجهزة الحواسيب المحمولة ذات معدلات التحديث المرتفعة هي بالفعل تحتوي على لوحة عرض عالية التحديث. في الواقع، هناك عدد من الحواسيب المحمولة المخصصة للألعاب التي أصبحت تحتوي على شاشات بمعدلات تحديث فائقة السرعة مثل 144Hz و 240Hz وهذا النوع من الحواسيب المحمولة يستهدف فئة محددة من المستخدمين الذين يرغبون في الحصول على ما هو الأفضل على الإطلاق ولكنهم بالطبع من فئة سعداء الحظ أصحاب الميزانيات المفتوحة نظراً لأن هذه الحواسيب تأتي بتكاليف مالية باهظة للغاية.
ولكن دعونا فقط نلفت أنظاركم إلى نقطة حيوية وفي غاية الأهمية وهي أن امتلاك شاشة بمعدل تحديث 120Hz لا يعني بالضرورة أن كل ما ستراه على الشاشة سيكون بمعدل تحديث 120Hz. فعلى سبيل المثال أغلب الأفلام السينمائية والعروض التلفزيونية يتم تصويرها وتسجيلها بمعدل 24 إطار في الثانية فقط، مما يعني أنك لست في حاجة إلى أكثر من شاشة 60Hz إذا كان هدفك الوحيد هو قضاء وقت فراغك في التسلية بمشاهدة أفلامك المفضلة. ومع ذلك، لا يزال هناك عدد لا حصر له من الفوائد التي يمكنك تحصيلها من جراء امتلاك لاب توب بشاشة 120Hz.
■ ما هي الفوائد التي تترتب على استخدام شاشة بمعدل تحديث 120Hz ؟
ما يلزمك معرفته عن اهمية معدلات التحديث الأسرع بشاشات الكمبيوتر |
بناءً على تجارب ملايين المستخدمين فإن الفوائد المترتبة من جراء استخدام شاشة بمعدلات تحديث مرتفعة لا يمكن إحصاؤها وأولها تبدو وضوح متمثلةً في سرعة تحميل الرسوم المتحركة للواجهة الرئيسية، بغض النظر عن نظام التشغيل الذي تستخدمه على اللاب توب. ستلاحظ حركة مؤشر الماوس أصبحت – لا يصح أن نقول أعلى في السرعة – ولكنها أصبحت أكثر سلاسة وانسيابية مقارنة بشاشات 60Hz.
ولكن الميزة الأساسية من وراء امتلاك شاشة بمعدل تحديث 120Hz أو أعلى هي أهميتها في الألعاب إذ إنها تساعد بشكل كبير في تحسين تجربة اللعب والتفاعل بشكل أفضل مع جميع الألعاب وخاصة الألعاب التي تمتاز بالوتيرة سريعة الحركة ولا سيما ألعاب سباق السيارات فضلاً عن أهميتها في معالجة الضبابية بشكل أفضل. هذه الميزات قد تبدو بسيطة للغاية ولكنها تكون ذات أهمية كبيرة عندما يتعلق الأمر بالألعاب التنافسية لأنها تمنح صاحبها فرصة أفضل في التفوق على خصومة ومنافسيه لأنه سيتمكن من رؤية أعداؤه ومشاهدة جميع التفاصيل الصغيرة والدقيقة وتحديدها بشكل أسرع بكثير من شاشات 60Hz وبالتالي فهي تعزز من إنتاجيته وتحسن من تجربته الترفيهية بأفضل شكل ممكن.
ولكن ضع في اعتبارك تنويه بسيط جداً وهو أنه من أجل الاستمتاع بمعدل تحديث 120Hz ينبغي أن يكون لديك لاب توب قادر على إنتاج 120 إطار في الثانية بداخل ألعابك ماذا وإلا ستخسر ميزة معدلات التحديث الأعلى وسيهبط معدل التحديث إلى 60Hz كلما هبطت معدلات الإطارات عن 120Hz. ربما هذا هو السبب الذي يجعلنا نبحث عن شاشات داعمة لتقنيات Nvidia G-Sync أو AMD FreeSync لأنها تساهم في التخلص من مشكلة تمزق الشاشة كلما هبطت عدد الإطارات عن معدلات التحديث.
ولكن بالعودة إلى فوائد معدلات التحديث الأعلى فهي ليست متمثلة في تجربة الألعاب فقط، وإنما يمكن ملاحظة فوائدها في عدد مختلف من الاستخدامات الأخرى. يمكنك ملاحظة الفرق أثناء التنقل بين القوائم والتمرير بين صفحات الويب وخاصة الصفحات التي تحتوي على موجز أخبار لا نهائي مثل مواقع التواصل الاجتماعي فضلاً عن سرعة عملية التنقل بين النوافذ وفتحها أو تكبيرها أو حتى إغلاقها. لذا، بكل وضوح، شاشة بمعدل تحديث 120Hz أصبحت مطلب حقيقي وضرورة لابد منها إذا كنت تريد الاستمتاع بتجربة بصرية ومرئية انسيابية مع جهاز اللاب توب الخاص بك.
أما بالنسبة لمحتوى الفيديو فقد يكون من الصعب إدراك الفرق بينها وبين شاشة 60Hz لأن جميع منصات بث الفيديو مثل يوتيوب وغيرها من المنصات الأخرى مُقيدة بمعدل تحديث 60Hz حتى الآن ومن النادر جداً العثور على مقطع فيديو أو فيلم بمعدل تحديث 120Hz. ولكن الفائدة الأخرى من وراء استخدام شاشة بمعدلات تحديث مرتفعة والتي تغيب عن أذهان غالبية المستخدمين هي أنها تساهم بشكل فعال في راحة العين من الإجهاد والإرهاق وهذا لأنه بطبيعة الحال عين الإنسان قادرة على مواكبة الحركة السريعة للإطارات وتبدأ في التفاعل مع الحركة السريعة بانسيابية وسلاسة أكبر.
ولذلك بجانب العديد من ميزات حماية عين الإنسان التي تتمتع بها الشاشة فإن معدلات التحديث المرتفعة مثل 120Hz أو الأعلى هي بالتأكيد أولوية ضرورية إذا كنت ترغب في حماية عينك من الإجهاد.
■ هل أمرها يستحق؟
هل يمكن الاكتفاء بشاشة ذات معدل تحديث 60 هرتز |
الإجابة على هذا السؤال متوقفة على عدة عوامل ولكن باختصار شديد "نعم، أمرها يستحق" وهذا في حالة كنت قادراً على تحمل تكلفته المالية. أيضاً ينبغي أن تسأل نفسك سؤال آخر بسيط وهو: "هل استخدمت من قبل أي شاشة بمعدل تحديث 120Hz سواء كانت شاشة تلفزيون أو شاشة كمبيوتر أو شاشة هاتف ذكي؟" إذا كنت لاحظت حينها بفارق ملحوظ فحينها أنت تعرف بالفعل الفائدة التي ستعود عليك من جراء استخدام لاب توب بشاشة ذات معدل تحديث مرتفع. أما إذا لم تلاحظ أي فرق بينها وبين شاشة 60Hz فحينها يمكنك الاكتفاء بلاب توب بشاشة ذات معدل تحديث قياسي 60Hz.
هناك مشكلة أخرى قد تواجهك إذا كنت استخدمت بالفعل شاشة ذات معدلات تحديث مرتفعة وهي أن العودة إلى شاشة بمعدل تحديث بطيء مثل معدل تحديث 60Hz ستكون صعبة عليك وستحتاج إلى وقت طويل حتى تعتاد عينيك ويتم تدريبها تلقائياً على الحركة البطيئة مرة أخرى. ولذلك، إذا كنت تمتلك تلفزيون أو شاشة كمبيوتر بمعدل تحديث 120Hz أو أعلى فبكل تأكيد يجب أن تدخر استثمارك القادم من أجل شراء لاب توب بشاشة 120Hz.
أما إذا كنت تخطط لاستخدام اللاب توب في الألعاب التنافسية متعددة اللاعبين، فحينها يمكنك القول أن معدل تحديث 120Hz هي أفضل شاشة لمثل هذه الحالة إذ أن الألعاب هي أهم المجالات التي يُمكن الاستفادة معها بمعدلات التحديث الأعلى. والأفضل من ذلك أن معظم الشاشات المخصصة للألعاب تأتي بزمن استجابة أسرع ومعدل إدخال أسرع مما يمنحك فرصة أفضل للتفوق على خصومك في الألعاب التنافسية.
ولكن بالرغم من كل ذلك إذا لم يكن اللاب توب يحتوي على بطاقة رسومية قادرة على إنتاج 120 إطار في الثانية فحينها ستصبح ميزة معدل التحديث الأعلى دون أدنى فائدة. يجب أن تتأكد أن اللاب توب الخاص بك قادر على تشغيل ألعابك المفضلة بمعدل 120 إطار في الثانية للاستفادة من معدل تحديث 120Hz، ماذا وإلا ستواجه مشكلة تمزق الشاشة أو ستهبط معدلات التحديث تلقائياً إلى 60Hz.
ربما حتى تفكر في امتلاك لاب توب بشاشة تدعم تقنيات معدلات التحديث المتغيرة VRR مثل تقنية شركة انفيديا G-Sync أو تقنية AMD المعروفة باسم FreeSync. ولكن إذا كنت غير قادر على شراء لاب توب بتقنية معدلات التحديث المتغيرة فعلى الأقل تأكد من قدرتها على تشغيل ألعابك بمعدل تحديث 120Hz. يمكنك التفكير في إحدى الخيارات التي تحتوي على بطاقة رسومية مثل RTX 3060 أو Radeon RX 6600 لأنها البطاقات الوحيدة التي تضمن لك تشغيل ألعابك بمعدل إطارات يبلغ 120 إطار في الثانية.
أما إذا كانت جميع شاشاتك السابقة بمعدل تحديث 60Hz وتخطط من أجل قضاء وقت فراغك في مشاهدة الأفلام ومقاطع فيديو يوتيوب أو ممارسة بعض الألعاب الفردية للاستمتاع بالرسوم الجرافيكية المذهلة، فحينها لن تستفيد من معدل تحديث 120Hz بشكل كبير – باستثناء الفوائد التي أشرنا إليها سابقاً – ولكن في هذه الحالة يمكنك الاكتفاء بشاشة 60Hz والنظر في أمور أخرى مثل شاشات OLED التي تتمتع بألوان نابضة بالحياة ولون أسود حقيقي وزوايا مشاهدة فائقة الجودة ومذهلة واستهلاك أقل للطاقة.
في الختام: أيهما ستختار؟ في حين أن شاشات 120Hz تعتبر ميزة استثنائية وفي غاية الأهمية ولكن للأسف أغلب هذه الشاشات تأتي بلوحات عرض قديمة وليست متطورة LCD. من الممكن أن تستفيد بفرق السعر في شراء لاب توب أقوى أو شراء لاب توب بشاشة 60Hz ولكن بلوحة عرض OLED والتي ستكون ميزة أفضل بالنسبة لك إذا كنت تنوي استخدام الجهاز في التصميم الجرافيكي وتحرير الفيديو بفضل دقة ألوانها الأفضل والأعلى جودة. أما إذا كانت ميزانيتك متاحة لشراء الأفضل على الإطلاق فمن الممكن الاستثمار في لاب توب بشاشة OLED 120Hz وحينها تكون حصلت على أفضل ما في العالمين.
*************************