ما هي تقنية VSync في إعدادات الألعاب ومتى تحتاج إلى تفعيلها؟
جميع أو معظم ألعاب الفيديو تحتوي على خيار ضمن قوائم إعدادات الفيديو تحت مُسمى Vsync ويتساءل العديد من الأشخاص ما هي تقنية Vsync في إعدادات الألعاب ومتى أحتاج إلى تفعيلها. في هذا الدليل سنخبركم كل شيء عن تقنية Vsync ومتى قد تضطروا إلى تفعيلها.
تقنية Vsync
إن كلمة VSync هي اختصار لمصطلح Vertical synchronization، والذي يعني باللغة العربية المزامنة العمودية. هذه التقنية مرتبطة ارتباط وثيق ببطاقة كارت الشاشة وشاشات العرض، والمسؤولة عن مزامنة معدل تحديث الشاشة مع معدلات الإطارات التي تنتجها بطاقة كارت الشاشة لتوفير تجربة مرئية متسقة وخالية من مشكلات تمزق الصورة "Screen Tearing" أو التقطيع. فمثلاً إذا كنت قمت بشراء واحدة من افضل شاشات الكمبيوتر لعام 2024 والتي تعمل بمعدل تحديث 120Hz أو 144Hz، فعند تفعيل تقنية Vsync من إعدادات اللعبة، ستبدأ البطاقة الرسومية في تقييد سرعة إنتاج معدل الإطارات ليكافئ نفس سرعة معدلات التحديث لتكون بسرعة 120FPS أو 144FPS.
لماذا قد تحتاج إلى تفعيل تقنية Vsync فهذا هو السؤال الأكثر أهمية. عندما يحدث اختلاج أو عدم مزامنة صحيحة بين معدلات تحديث الشاشة ومعدلات الإطارات التي تنتجها البطاقة الرسومية، فقد تبدأ اللعبة في مواجهة الظاهرة المعروفة باسم "تمزق الشاشة". هذه الظاهرة تحديث بسبب قيام بطاقة كارت الشاشة بمعالجة أجزاء مختلفة من إطارات الصورة ومحاولة عرضها مع نفس شاشة الإطارات الحالية. بمعنى أبسط، تبدأ بطاقة كارت الشاشة في معالجة إطارات من المشاهد التالية ومحاولة عرضها في نفس المشاهد الحالية، وهذا طبعًا إذا افترضنا أن بطاقة الرسومات قادرة على معالجة عدد أكبر من الإطارات مقارنةً بمعدل تحديث الشاشة. حينها ستبدأ في ملاحظة عدم اتساق في صورة اللعبة وخطوط مائلة تظهر لك بشكل أفقي بعرض الشاشة من الأعلى أو من المنتصف.
■ ما هي تقنية Vsync المعروفة باسم المزامنة العمودية؟
كل ما يلزمك معرفته عن Vsync في الألعاب |
سنحاول تبسيط الأمر أكثر لتوضيح ما هي تقنية VSync ومتى تحتاج إلى تفعيلها. ببساطة، إذا افترضنا أن شاشتك تعمل بمعدل تحديث 120Hz، ولكنك تمتلك بطاقة رسومية تستطيع إنتاج 150 إطارًا في الثانية بداخل لعبة ما. حينها، ستبدأ بطاقة الرسومات في عرض إطارات من المشاهد التالية داخل نفس المشاهد الحالية التي تظهر أمامك على الشاشة. هذه الإطارات الإضافية تظهر على شكل خطوط مائلة بشكل أفقي بعرض الشاشة.
هنا يأتي الهدف من تقنية Vsync التي – عند تفعيلها – تأمر بطاقة كارت الشاشة بعدم معالجة أو عرض الإطارات التالية أثناء دورة تحديث الشاشة الحالية. بهذا الشكل، إذا كانت معدلات تحديث شاشتك هي 120Hz، فيجب عند تمكين تقنية Vsync، ألا تنتج بطاقة كارت الشاشة سوى 120 إطارًا في الثانية الواحدة. نفس الأمر ينطبق على شاشة بمعدل تحديث 60Hz أو 144Hz وإلى آخره.
ومع ذلك، فهذا يعني أيضًا أن تمكين تقنية Vsync يتسبب في انخفاض معدلات الإطارات، ولكنه يمنح بطاقة الرسومات العمل في ظروف أفضل من درجات الحرارة لأن البطاقة لم تعد مضطرة على العمل بأقصى طاقتها لأنها ليست مُضطرة على إنتاج أقصى معدل من الإطارات في الثانية الواحدة.
بمعنى آخر، إذا كانت بطاقتك قادرة على إنتاج 200 إطار على شاشة 120Hz وتصل البطاقة إلى درجة حرارة 70C، فعند تمكين تقنية Vsync لإنتاج 120 إطار فقط في الثانية سوف تنخفض درجة حرارة البطاقة إلى 65C على سبيل المثال لأنها لم تعد مُضطرة على العمل بأقصى طاقتها. إنها ميزة رائعة وتمنحك تجربة مرئية رائعة ومكافحة ظاهرة تمزق الصورة من الناحية الأولى، ولكن من الناحية الأخرى فهي تساعد في تقليل الجهد والضغط على البطاقة الرسومية لأنها لم تعد مضطرة على العمل بطاقتها القصوى.
بالرغم من ذلك، فهناك بعض الحالات التي يجب أن تتجنب فيها تفعيل تقنية Vsync. هذه الحالات هي عندما يتضح لك أن بطاقة الرسومات الخاصة بك غير قادرة على إنتاج معدل إطارات يتزامن مع نفس معدل تحديث شاشتك. على سبيل المثال، إذا كانت شاشتك تعمل بمعدل تحديث 120Hz، ولكن بطاقة كارت الشاشة غير قادرة على إنتاج سوى 90 إطار في لعبة معينة، فيجب عدم تمكين تقنية Vsync، لأنه كلما انخفضت معدلات الإطارات عن معدلات تحديث الشاشة سوف تواجه مشكلة تقطيع وتأخير في أداء اللعبة لمدة ثانيتين تقريبًا.
■ إذًا ما هو الحل؟
فائدة تقنية vsync في الالعاب |
الحل هي تقنية Adaptive Sync والتي تتفادى مشكلات تقنية Vsync التي تحدث بسبب عدم تزامن معدلات الإطارات مع معدلات التحديث. الهدف من تقنية المزامنة التلقائية أو "adaptive Sync" هي أن إحداث توافق أو تكييف المزامنة بين معدلات الإطارات ومعدلات تحديث الشاشة. فمثلاً إذا كانت بطاقتك الرسومية قادرة على إنتاج 100 إطار في الثانية مع لعبة معينة، فسوف تقوم هذه التقنية بتكييف معدلات تحديث الشاشة لتعمل هي الأخرى بسرعة 100Hz لإحداث توافق ومزامنة فعلية بين بعضهما البعض.
ينتج عن هذه المزامنة التلقائية فائدتان: فمن الناحية الأولى تم معالجة مشكلة تمزق الصورة التي تحدث عندما ترتفع معدلات الإطارات عن معدلات التحديث، ولكن من الناحية الأخرى تم معالجة مشكلة التقطيع وتأخير الأداء التي تحدث عندما تنخفض معدلات الإطارات عن معدلات التحديث.
اقرأ أيضًا: ما هي درجة حرارة كارت الشاشة الطبيعية؟
■ ما هي خاصية معدلات التحديث المتغيرة VRR ؟
فائدو معدلات التحديث المتغيرة vrr بشاشات الالعاب |
من المؤكد أنك سمعت سابقًا عن تقنية معدلات التحديث المتغيرة والتي يُشار إليها باسم "VRR" اختصارًا لمصطلح "Variable Refresh Rate". هذه التقنية موجودة في بعض شاشات التلفزيون، وموجودة في شاشات الكمبيوتر التي تدعم AMD FreeSync أو التي تدعم NVIDIA G-Sync.
تعمل تقنية VRR على تغيير معدلات التحديث ديناميكيًا لمطابقتها مع نفس عدد ومعدلات الإطارات التي تنتجها الشاشة. إنها باختصار شديد أفضل ما في العالمين. لنوضح فائدتها بصورة أوضح دعونا نوضح المشكلة من البداية مرة أخرى. إذا لم تتزامن معدلات تحديث الشاشة مع معدلات الإطارات التي تنتجها الشاشة، فسوف تحدث مشكلة تمزق الصورة. وإذا قمنا بتمكين تقنية Vsync فسوف يؤدي هذا إلى كبح معدلات الإطارات وحدوث بعض مشكلات تلعثم وتأخر الأداء كلما انخفض معدلات الإطارات عن معدلات تحديث الشاشة.
لذلك، الحل الأفضل على الإطلاق لمعالجة كلتا المشكلتين هي تقنية معدلات التحديث المتغيرة VRR والتي تعمل على تغيير معدلات تحديث الشاشة تلقائيًا لمزامنتها مع نفس معدلات الإطارات التي تنتجها الشاشة. بهذا الشكل، لن تواجه مشكلة تمزق الصورة، ولن تضطر إلى تثبيت معدل الإطارات إلى مستويات منخفضة أو مواجهة تلعثم وتأخر في أداء اللعبة عند انخفاض معدلات الإطارات.
بعض المستخدمين يُفضّلون تفعيل Vsync مع VRR في حال كانوا يمتلكون بطاقات رسومية قوية جدًا قادرة على إنتاج معدلات إطارات عالية جدًا مقارنة بمعدلات تحديث الشاشة. ولكن إذا كان العكس، بمعنى أنه في حال كانت بطاقتك ضعيفة وغير قادرة على إنتاج معدل إطارات يكافئ نفس معدلات تحديث الشاشة التي تدعم VRR، فحينها يجب أن تتأكد من دعم شاشتك لتقنية LFC المعروفة باسم تعويض الإطارات المنخفضة، وهي للأسف ميزة نادرة وليست موجودة في جميع الشاشات.
■ متى تحتاج إلى تفعيل تقنية Vsync بالضبط؟
ما هي خاصية v-sync ومتى تحتاج لتفعيلها |
إن تفعيل تقنية VSync من دم تفعيلها يعتمد على أمور كثيرة. يجب أن تقوم بتجربة اللعبة بنفسك. فإذا بدأت في ملاحظة مشكلة تمزق الصورة التي تظهر على شكل خطوط مائلة بعرض الشاشة من الأعلى إلى المنتصف أو عدم اتساق في الصورة والتجربة المرئية. حينها، يجب أن تقوم بتمكين تقنية Vsync. ولكن إذا افترضنا أن بطاقة الرسومات لديك لن تكون قادرة على إنتاج المعدل الكافِ من عدد الإطارات الذي يكافئ معدلات تحديث الشاشة، فيجب ألا تقوم بتفعيل Vsync لأنه في بعض المشاهد ستواجه مشكلة تقطيع وتأخر الأداء.
من حسن الحظ، أن معظم الشاشات حاليًا تحتوي على تقنيات معدلات التحديث المتغيرة التي عالجت أخطاء تقنية Vsync. ومع ذلك، إذا لم يكن لديك شاشة منها، فيجب ألا تهتم بتفعيل هذه التقنية مع ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أو الألعاب الاستراتيجية متعددة اللاعبين عبر الانترنت في الوقت الفعلي أو ألعاب الرياضات الإلكترونية.
السبب في ذلك أن تفعيل تقنية Vsync مع هذه النوعية من الألعاب سيكون سببًا في تأخير زمن الإدخال، الأمر الذي لا يُفضّله اللاعبين المتشددين. ولكن بالنسبة للألعاب القصصية والفردية، فيمكنك تجربة تفعيل التقنية معها. في جميع الأحوال، يمكنك تجربة تفعيل أو تعطيل التقنية لترى بنفسك ما هو الخيار الأفضل لكل لعبة.
في الختام هذا هو كل شيء بالتفصيل عن تقنية Vsync ومتى تحتاج إلى تفعيلها أو تعطيلها بداخل إعدادات الفيديو بقوائم الألعاب. قد تكون تقنية مفيدة جدًا للأشخاص الذين يمتلكون شاشات 60Hz من معدلات التحديث وبطاقات رسومية من الفئة المتوسطة لأنها ستكون مفيدة لهم جدًا في هذه الحالة. ولكن إذا كنت من عشاق الألعاب الجماعية عبر الانترنت، فيجب أن تهتم بتوفر تقنية معدلات التحديث المتغيرة VRR بشاشتك لتفادي جميع أخطاء Vsync.
***************************