كيفية تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة بأقل التكاليف
 |
| كيفية تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة بأقل التكاليف |
سواء كنا نتحدث عن أجهزة كمبيوتر سطح المكتب أو أجهزة اللاب توب، فإن تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة من التحديات التي تواجه معظم المستخدمين. ستبدأ في التساؤل، هل يُمكن ترقية جهاز الكمبيوتر الخاص بي؟ ما هي قطع الهاردوير التي ينبغي أن أقوم بتحديثها في جهازي؟ ما هي القطع المتوافقة مع جهازي؟ وما هي نسبة الأداء الإيجابية التي سأتحصل عليها بعد هذه الترقية؟ العديد من التساؤلات التي قد تُرهق عقلك وتشغل تفكيرك لأيام وليالي دون الحصول على إجابة شافية لها، ولكننا سنجيب عليها بصورة بسيطة وواضحة في هذا الدليل.
تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة
بالتأكيد نحن لا نتحدث الآن عن تحديثات الويندوز البرمجية، وإنما نتحدث عن مكونات وقطع الهاردوير الموجودة في جهازك والتي تعطيك شعورًا بأنها قد عفا عليها الزمن وأصبحت من الماضي البعيد بسبب تباطؤ أداء الكمبيوتر في معظم المهام. معظمنا قد يفكر في شراء جهاز كمبيوتر جديد تمامًا، وهي فكرة منطقية. ولكن في حال كانت ميزانيتك المحدودة عائقًا في طريقك، فيمكنك التأكد أولاً مما إذا كان جهازك يدعم بعض قطع الهاردوير الأحدث والأكثر قوة، وتحديثها، وتأكد أنك ستكون راضيًا عن عملية الترقية التي قمت بها في جهازك.
قبل أي شيء، يجب أن تعلم أولاً كيف تتأكد من توافق قطع الكمبيوتر قبل الترقية. فليست جميع المعالجات المركزية الموجودة في السوق ستكون متوافقة مع اللوحة الأم لديك، حتى وإن لم يكن جهازك قديمًا للغاية. وبالتأكيد أنت لا تريد أن تقوم بشراء قطعة رامات DDR5 بينما لا تدعم اللوحة الأم لديك سوى رامات DDR4، أليس كذلك؟ على كل حالِ، دعونا لا نسبق الأحداث ونترك هذه التفاصيل الدقيقة لمحتوى المقال.
■ تحديث المعالج المركزي
 |
| كيفية تحديث المعالج المركزي |
المعالج المركزي أو CPU أو وحدة المعالجة المركزية بمثابة "عقل الكمبيوتر". إنه المسؤول الأول عن أغلب المهام. سواء كنا نتحدث عن تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة من أجل المونتاج أو التصميم ثلاثي الأبعاد أو البرمجة أو الألعاب، فيجب أن تتأكد من امتلاك معالج مركزي قوي ومتعدد النوى.
نظام ويندوز لا يتطلب معالجات مركزية قوية أو متعددة النوى. في الواقع، يمكنك تشغيل نظام ويندوز على معالج مركزي بسرعة 1GHz على الرغم من أنه لا توجد معالجات مركزية بهذا الحد الأدنى من السرعة. ولكن كل ما تفعله على نظام التشغيل يتطلب معالج مركزي جيد.
كلما امتلكت معالج مركزي أسرع في التردد ويحتوي على عدد أكبر من النوى، كلما كنت قادرًا على تنفيذ مهام أسرع وخلال فترات زمنية أقل وتشغيل الألعاب بشكل جيد. شركات المعالجات المركزية مثل AMD و Intel تطرح سنويًا جيل جديد من المعالجات المستندة إلى دقة تصنيع أحدث. إنها عادةً ما تقدم دفعة كبيرة في معايير الأداء مدعومة بكفاءة مُحسنة في استهلاك الطاقة.
للأسف، إذا كنا نتحدث عن أجهزة اللاب توب، فإن خياراتك محدودة للغاية. في الحقيقة، لا يوجد لديك أي إمكانية لترقية المعالج المركزي على أجهزة اللاب توب لأن المعالج ملحوم في اللوحة الأم ولا يُمكن تفكيكه بسهولة. أما إذا كنا نتحدث عن أجهزة الكمبيوتر المكتبية، فمن الممكن أن تكتشف أن اللوحة الأم لديك قادرة على دعم جيل أو جيلان من المعالجات المركزية.
يجب الالتفات إلى نقطة في غاية الأهمية وهي عند تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة بمعالج مركزي جديد، يجب التفكير في الترقية إلى فئة أعلى من المعالجات. على سبيل المثال، إذا كنت تمتلك الآن معالج Core I3 وترغب في امتلاك معالج أقوى، فيجب التفكير في الترقية إلى فئة معالجات Core I5 أو Core I7، حتى وإن كانت لوحتك الأم تدعم معالجات Core I3 من الجيل الأحدث.
الترقية من معالج Core I3 إلى معالج Core I3 أحدث منه لن يعود عليك بالكثير من الفوائد، لأن تحسينات الأداء قد لا تتجاوز 10% في أفضل الأحوال. لذلك، فكر في الترقية إلى المعالجات التي تنتمي للفئة الأعلى لأنها ستحتوي على تعداد أكبر من نوى المعالجة والمزيد من الموارد الأكبر.
لاحظ أنه من الممكن عدم الاهتمام بترقية المعالج المركزي إذا كنت فقط ترغب في تحديث جهازك من أجل تصفح الويب أو كتابة الأبحاث أو الدردشة مع الآخرين. ولكن إذا كنت تستخدم جهازك في تحرير الفيديو عالي الجودة أو التصميم ثلاثي الأبعاد أو تشغيل الألعاب، فيجب التفكير في المعالجات التي تنتمي للفئات الأعلى – بشرط أن تتأكد من توافق المعالج الذي تخطط لشرائه مع اللوحة الأم لديك. قد تحتاج أيضًا إلى تحديث البيوس في جهازك من أجل دعم الجيل الجديد من المعالجات المركزية (في حال كانت اللوحة الأم داعمة لهذا الجيل الجديد).
عندما يتعلق الأمر بالألعاب، فيجب أن نتحدث عن هذه النقطة بصورة أوضح. أنت لا تحتاج أقوى معالج مركزي للألعاب، ولكنك تحتاج إلى معالج مركزي مناسب يكون مكافئ لكارت الشاشة (البطاقة الرسومية) التي تخطط لشرائها في المستقبل. بمعنى آخر، ليس من المنطق أن تقوم بشراء معالج Core I5 مع كارت شاشة RTX 4090، وفي نفس الوقت، ليس من المنطق أن تقوم بشراء معالج Core I9 مع كارت شاشة RTX 4050.
يجب أن تتأكد من التوازن المثالي بين المعالج المركزي وكارت الشاشة الخاص بك لكي يستطيع كارت الشاشة العمل بأقصى طاقته داخل الألعاب وعلى أعلى إعدادات الفيديو التي تفضل تشغيل ألعابك عليها. وهذا طبعًا من أجل الهروب من مشكلة عنق الزجاجة "Bottleneck" المريرة. فإذا لم يكن المعالج المركزي كافيًا وقويًا بما يكفي لكارت الشاشة، فلن يستطيع كارت الشاشة العمل بأقصى طاقته لأن المعالج المركزي يتأخر عن معالجة وتمرير البيانات المطلوبة لكارت الشاشة في الوقت المثالي.
هذه هي باختصار مشكلة عنق الزجاجة، والتي تحدث نتيجة عدم تكافؤ قطع الهاردوير مع بعضها البعض. لذا، عند تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة، يجب أن تبحث عن القطع التي من المتوقع أن تعمل بسلاسة مع بعضها البعض، ولا يكون هناك ما هو فائض عن الحاجة ولا من هو أقل قوة من الآخر.
فمثلاً إذا كنت تخطط لشراء بطاقة مثل RTX 3060 أو RTX 4060 للعب على شاشة 2K، فيجب أن تشتري معالج مركزي لا يقل عن فئة Core I5 أو Core I7 أو ما يقابله من معالجات شركة AMD مثل Ryzen 5 أو Ryzen 7. بالتأكيد يمكنك شراء معالجات Core I9، ولكنك لن تستفيد من قوتها الهائلة مع بطاقة رسومية مثل RTX 3060 أو RTX 4060.
أما إذا كنت تعتزم اللعب على شاشة 4K وتخطط لاقتناء كارت شاشة مثل RTX 3080 أو RTX 4080، فيجب أن تمتلك معالجات مركزية من فئة Core I9 أو Ryzen 9. قد يجادلك بعض الناس ويخبروك بأنه من الممكن الاكتفاء بمعالجات Core I7 أو Ryzen 7، وهي حقيقة. ولكن هناك بعض الألعاب التي لن تستطيع بطاقة RTX 4080 العمل بطاقتها القصوى معها إلا في وجود إحدى معالجات Core I9 القوية، خاصة إذا كنت تخطط لتشغيل هذه الألعاب على دقة 4K وعلى أعلى الإعدادات الرسومية. بالتالي، تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة يتوقف بشكل كبير على كيفية تحقيق التوازن الأمثل بين قطع الهاردوير.
■ تحديث ذاكرة الوصول العشوائي (الرامات)
 |
| تحديث رامات الكمبيوتر |
الرامات لا تقل أهمية عن المعالج المركزي أو البطاقة الرسومية. إنها ضرورية لتخزين نتائج العمليات التي قد انتهى المعالج المركزي من معالجتها وقد يحتاج لها مرة ثانية. كلما كانت لديك سعة كافية من الرامات، كلما تمكنت من تشغيل الألعاب بشكل أفضل، وكلما كنت قادرًا على الانتهاء من المهام الشاقة بشكل أسرع، بما في ذلك تحرير الفيديو والنمذجة ثلاثية الأبعاد.
فإن لم يكن لديك السعة الكافية من الرامات في جهازك، فسوف تواجه عنق زجاجة بسببها. عنق الزجاجة هي حالة من اختناق البيانات بسبب عدم وجود تكافئ بين قطع الهاردوير. فليس من العقل أن تقوم بشراء بطاقة رسومية RTX 4080 ومعالج Core I9 وتكتفِ بذاكرة عشوائية بسعة 8/16 جيجابايت. هذا لأنه حتى وإن لم تكن اللعبة تحتاج لأكثر من 16 جيجابايت، فسوف يواجه جهازك عنق زجاجة بسبب عدم وجود سعة كافية تلبي احتياجات معالج Core I9 وبطاقة RTX 4090 أثناء تشغيل اللعبة على دقة عرض عالية وإعدادات فيديو متقدمة.
اقرأ أيضًا: طريقة معرفة عدد فتحات الرام على أي لاب توب
الرامات الأكبر ضرورية جدًا أيضًا في حال كنت تفتح العديد من علامات تبويب المتصفح في نفس الوقت، وتقوم بتشغيل بعض مهام المونتاج في الخلفية. لذلك، كلما كانت لديك وفرة في الرامات، كلما ساعدت في تحسين أداء جهازك بشكل ملحوظ. ومع ذلك، هناك بعض المعلومات التي يجب أن تعرفها عن الرامات إذا كنت تريد تحصيل أفضل أداء ممكن. فعلى سبيل المثال، على الرغم من إنه ممكنًا، إلا إنه لا يُفضل أن تقوم بخلط الرامات إلا في حالات الضرورة القصوى.
بمعنى أنه لا يُستحسن أن تقوم بتركيب رامة 16 جيجابايت بجانب رامة 8 جيجابايت بجانب رامة 4 جيجابايت، ولا ينبغي أيضًا أن تعتمد على علامات تجارية مختلفة مع الرامات، مثل Kingstone و G-Skill و Corsair وهكذا. يجب أن يكون لديك كيت رامات موحد من حيث النوع والسعة وسرعة التردد والتوقيتات حتى لا تواجه منصتك مشكلة في التشغيل بسبب عدم توافق قطع الرامات مع بعضها البعض.
في بعض الحالات، من الممكن أن يعمل الكمبيوتر بشكل طبيعي مع خلط الرامات، ولكن بالتأكيد لن تحصل على السرعة القصوى والفائدة المثالية من قطع الرامات التي لديك لأن اللوحة الأم ستحاول تقليل سرعات الرامات لتفادي أي مشاكل ممكنة أثناء تشغيل الكمبيوتر أو أثناء وقت التمهيد. أما إذا لم يكن لديك بديل آخر عن خلط الرامات، فيجب أن تحاول اختيار رامة بمواصفات مماثلة قدر الإمكان مع قطعة الرامات التي تمتلكها في جهازك الآن. فعلى سبيل المثال، إذا كانت لديك قطعة رامات Corsair 8GB DDR4 CL18 3200MHz، فيجب أن تبحث عن قطعة رامات بنفس هذه المواصفات قدر الإمكان حتى وإن كانت من علامة تجارية أخرى. وإليك كيفية معرفة نوع الرام التي يدعمها حاسوبك في خطوة سريعة.
■ تحديث الهارد
 |
| اهمية شراء هارد ssd للكمبيوتر |
من المستحيل أن تجد دليل يتحدث عن تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة بدون أن يذكر حلول التخزين الصلبة SSD. من حسن الحظ، جميع أجهزة الكمبيوتر تدعم حلول التخزين الصلبة، سواء كانت SATA أو NVMe PCIe. فكما أشرنا سابقًا في مقال كيف تعيد جهاز اللاب توب القديم إلى الحياة من جديد، تعد حلول التخزين الصلبة بمثابة بث روح الحياة في أجهزة الكمبيوتر. قد لا تساعد كثيرًا مع الألعاب، ولكنها مفيدة في أي شيء آخر.
يبلغ متوسط سرعة أقراص التخزين الميكانيكية HDDs حوالي 100 ميجابايت في الثانية لسرعة الكتابة والقراءة. أحيانًا تكون أسرع قليلاً من هذا في بعض أقراص التخزين السريعة مثل WD Black، ولكنها بالتأكيد بعيدة تمامًا عن متوسط سرعة القراءة والكتابة على حلول التخزين الصلبة التي قد تصل إلى 500 ميجابايت في الثانية.
تساعد حلول التخزين الصلبة في فتح الكمبيوتر أسرع، وتحميل الألعاب أسرع، وفتح نوافذ البرامج والتبديل بينها بشكل أسرع. إنها بمثابة إحياء لجهازك القديم. فإذا كان جهازك يستغرق 60 ثانية في بدء التشغيل، فسوف تتقلص هذه الفترة إلى أقل من 20 ثانية وربما أقل بكثير من هذا في حال تركيب هارد SSD في جهازك. إنها أهم ترقية في تحديث أجهزة الكمبيوتر القديمة، والعامل الرئيسي الوحيد الذي قد يجعلك تشعر بأن جهازك عاد إلى الحياة مرة أخرى.
الخلاصة تحدث أجهزة الكمبيوتر القديمة أمرًا في غاية السهولة، ولكن بشرط أن تعرف من أين تبدأ. يجب أن تعرف أولاً كل شيء عن جهازك الحالي والتحقق من مواصفاته وما هي قطع الهاردوير المتوافقة معه. يمكنك معرفة هذا الأمر من خلال صفحات "الدعم" التابعة للشركة المُصنعة لجهازك أو اللوحة الأم. إذا كانت ميزانيتك ضيقة جدًا ولا تستطيع توفير مبلغ جيد لترقية المعالج المركزي في الوقت الحالي، فيجب أن تفكر في ترقية الرامات وشراء هارد SSD قبل أي شيء آخر.
إنها المكونات الضرورية لتصفح الويب بشكل جيد والقدرة على تشغيل البرامج بشكل أسرع. ومع ذلك، إذا كانت متطلباتك أكثر تعقيدًا من ذلك، مثل المونتاج والتصميم الهندسي، فيجب أن تضع في حسبانك أنك تحتاج إلى معالج مركزي قوي وكارت شاشة مكافئ لقوته. واستخدم برنامج مثل CPUz لمعرفة مواصفات جهازك الحالية.
اقرأ أيضًا: نصائح هامة للعناية بهارد SSD في جهازك
*****************************