هل 16 جيجابايت رام تكفي للألعاب في عام 2024 ؟
هل 16 جيجابايت رام تكفي للألعاب في عام 2024 ؟ |
لسنوات طويلة، كان يتم النظر إلى 16 جيجابايت من سعة الرامات على كونها أكثر من كافية لأجهزة الكمبيوتر المُخصصة للألعاب. الأمر وما فيه، هو أن الألعاب لا تستفيد من سعة الرامات الإضافية أكثر من السعة التي تحتاج لها لكي تعمل بشكل مناسب. بمعنى، إذا كانت اللعبة تعمل بسلاسة بسعة 12 جيجابايت، فإن أي سعة رامات إضافية في جهازك لن تكون مفيدة للغاية. هذا ما يجعل الغالبية العظمى من المستخدمين يضعون تركيزهم الأكبر على المعالج المركزي أو كارت الشاشة. ولكن من خلال تجربتي أستطيع أن أؤكد لكم أن 16 جيجابايت رام لم تعد كافية للألعاب في 2024.
هل 16 جيجابايت رام تكفي للألعاب
إذا كنت تريد أن تكون على بيّنة، فيجب أن تقوم بتثبيت برنامج مثل MSI Afterburner مصحوبًا بأداة Riva Tuner لكي تختبر أداء الألعاب وعرض مقاييس الاستهلاك على الشاشة في الوقت الفعلي. باستخدام هذه الأدوات (أو الأدوات المماثلة لها)، تستطيع معرفة الحد الأقصى من سعة الرامات التي تستهلكها ألعابك. إنها طريقة جيدة أيضًا من أجل قياس نسبة عنق الزجاجة في جهازك. يمكنك كذلك عرض الإطارات FPS ومقاييس الاستهلاك داخل الألعاب بدون أدوات خارجية، ولكنها ليست طريقة احترافية لفهم الأمور بشكل واضح.
الجدير بالذكر أن نسبة استهلاك الرامات تختلف من جهاز لآخر، اعتمادًا على عدة عوامل، مثل مكونات الجهاز الأخرى (المعالج المركزي وكارت الشاشة)، ودقة عرض الشاشة وإعدادات الجرافيك التي تفضل اللعب عليها. كلما كنت تفضل تشغيل الألعاب على إعدادات فيديو أعلى، كلما زادت حاجتك إلى المزيد من الرامات، سواء كنا نتحدث عن ذاكرة الوصول العشوائي الأساسية أو ذاكرة الفيديو. هناك العديد من النظريات والمراجعات الفنية التي تثبت أن 16 جيجابايت رام لم تعد كافية للألعاب في عام 2024. وهذا المقال هو امتداد لمقالنا السابق أيهما أفضل: قطعتين رام 8 جيجابايت أم قطعة واحدة 16 جيجابايت ؟
■ بعض الألعاب تحتاج لأكثر من 16 جيجابايت رام
محتاج رامات قد ايه في جهازي في عام 2024 |
إذا نظرنا إلى معظم ألعاب الفيديو المتطورة التي تم إطلاقها خلال السنوات القليلة الماضية، فسوف تلاحظ أن معظمها تتطلب ذاكرة عشوائية بسعة 16 جيجابايت ضمن "المواصفات الموصي بها" لكي تستطيع تشغيلها على أعلى الإعدادات. في الواقع، بعض الألعاب تتطلب 16 جيجابايت كحد أدنى لكي تعمل بشكل مناسب. ولكن في اختبارات العالم الحقيقي، أي أثناء تشغيل هذه الألعاب على بعض أجهزة الكمبيوتر القوية، سوف تلاحظ أن معدل استهلاك الرامات قد يقفز عن 16 جيجابايت.
معظم شركات تطوير الألعاب لا تريد أن تخبرك بالحقيقة حتى لا تصدمك وتكون سببًا في تغيير رأيك عن اللعبة والتراجع عن شراءها لعدم احتواء جهازك على المواصفات المطلوبة لتشغيلها بشكل صحيح. وبالتالي، معظم مطوّري الألعاب يحاولون العب بطريقة لطيفة حتى لا تتأثر مبيعات ألعابهم بشكل سلبي في حال كانت المواصفات المطلوبة غير منطقية بشكل مبالغ فيه.
إنهم يخبرونك بأنك تحتاج إلى 16 جيجابايت لكي تعمل اللعبة بأفضل شكل ممكن. ولكنهم لم يخبروك بأن نظام ويندوز وبرامجك التي تعمل في الخلفية تحتاج أيضًا إلى مساحة من الذاكرة العشوائية. لا يمكنك معرفة ما إذا كانت "16 جيجابايت" هي سعة الرامات المطلوبة للنظام ككل أو للعبة فقط. لذلك، هم يتركوا الباب مفتوح على مصراعيه ويدعوك لمخيّلتك.
ولكن ما إذا لم يكن جهازك يحتوي على القدر الكافِ من الذاكرة العشوائية، فسوف تواجه مشكلات لا حصر لها مع الألعاب. قد تبدو بعض الألعاب بطيئة للغاية وتستغرق فترات زمنية أطول في تحميل المستويات والمحتوى، بينما قد تمتنع بعض الألعاب الأخرى عن العمل بشكل نهائي.
إذا نظرنا إلى متطلبات لعبة "Returnal"، فستكتشف أنها من الألعاب القليلة التي تتطلب 32 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي للتشغيل بشكل سلس. ولكنها ليست الوحيدة، لعبة "hogwarts legacy" هي الأخرى تتطلب 32 جيجابايت – على الرغم من إنها تقول أن هذه السعة مطلوبة أثناء تفعيل تتبع الأشعة. ولكن إذا كان لديك جهاز كمبيوتر قوي، وحاولت تشغيل هذه الألعاب (بدون تتبع الأشعة)، فسوف تلاحظ بنفسك أنها تستهلك أكثر من 20 جيجابايت من ذاكرة الوصول العشوائي. ولكن في حال كان جهازك لا يحتوي سوى على 16 جيجابايت فقط، فسوف تلاحظ مشكلة اللاق والتقطيع تظهر بوتيرة متكررة بين الحين والآخر، خاصة إذا كنت تلعبها على إعدادات متوسطة أو أعلى.
من حسن الحظ، يسمح لك الويندوز بزيادة سعة الذاكرة الافتراضية عن طريق تقنية "Page File"، والتي تسمح للمعالج المركزي بتخزين البيانات على الهارد عندما يكتشف أنه لم تعد هناك مساحة متبقية على الرامات لتخزين البيانات الجديدة. ولكنها ثق وكن على يقين بأن خاصية "Page File" عديمة الفائدة. قد تفيد في بعض الحالات مع البرامج، ولكنها لا تجدي نفعًا مع الألعاب بأي حال من الأحوال.
حتى وإن كانت خاصية "Page File" مفيدة، فهي لا تزال أبطأ بكثير من ذاكرة الرامات الأساسية لأن جميع حلول التخزين (بما في ذلك حلول التخزين الصلبة) بطيئة جدًا مقارنةً بسرعات الرامات، والأمر الآخر هو أن الهارد يبتعد بمسافة أكبر عن المعالج المركزي مقارنة بالرامات. السبب الذي يجعل جميع لوحات الأم تقوم بإضافة بنوك (مقابس) الرامات بجانب المعالج المركزي مباشرةً هو أن المعالج يحتاج للدخول إلى الرامات طوال الوقت، ويجب أن تكون الرامات قريبة منه لتحسين الأداء العام لمنصة الكمبيوتر.
ومع ذلك، بعض مطوري الألعاب يدركون أن هناك الملايين من اللاعبين الذين لا يمتلكون الموارد المادية الكافية لامتلاك ذاكرة عشوائية كبيرة جدًا. كما أن معظم أجهزة اللاب توب المُخصصة للألعاب في الفئة المتوسطة تحتوي على 16 جيجابايت أو أقل من الذاكرة العشوائية. لذلك، يحاول هؤلاء المطورين ضبط اللعبة للتخلص من بعض البيانات الموجودة في الرامات عندما يكون هناك حاجة ضرورية لتخزين بيانات جديدة.
ينتج عن هذه الطريقة إحدى الحالتين: إما أن تلاحظ تأخير طويل في تحميل الخرائط ومستويات اللعبة الجديدة، أو أن تبدأ في مواجهة تقطيع وتباطؤ في أداء اللعبة وتشعر كأنك داخل كابوس لا تستطيع المشي فيه. إنها نفس المشكلة التي قد تواجهها في حال عدم امتلاك معالج مركزي مناسب أو كارت شاشة قوي يكفي لتشغيل اللعبة. باختصار شديد، إنها إحدى مظاهر عنق الزجاجة التي تحدث نتيجة عدم تحقيق التكافؤ الأمثل بين مواصفات الكمبيوتر.
لذلك، إذا كنت تريد أن تخوض تجربة لعب ممتعة، خاصة إذا كنت تمتلك جهازًا قويًا لتمكين تتبع الأشعة داخل الألعاب، فأنت حتمًا تحتاج إلى ذاكرة عشوائية بسعة 32 جيجابايت. ضع في اعتبارك أيضًا أنك ستحتاج إلى ترقية الرام في جميع الأحوال إذا كنت تريد أن تضمن تشغيل الألعاب القادمة في المستقبل القريب بشكل جيد.
■ كيف ستستفيد من الرامات الإضافية؟
هل 16 جيجابايت من الرامات جيدة للالعاب |
الأمر متوقف أيضًا على شكل وطبيعة استخدامك للجهاز. فإذا كانت لديك العديد من التطبيقات المفتوحة في الخلفية، وخاصة متصفحات الويب، فهي تستهلك مقدار كبير من الرامات. من الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار كذلك هي ما إذا كنت تمتلك جهاز كمبيوتر قادر على التعامل مع تعدد المهام بشكل لائق، مثل تحرير الفيديو أو معالجة التصميمات ثلاثية الأبعاد في الخلفية أثناء وجودك داخل ألعابك المفضلة.
تعدد المهام وتطبيقات الخلفية تحتاج إلى مساحة من الرامات، وقد تسلب نسبة كبيرة من الرامات التي تحتاجها ألعابك، الأمر الذي يجعلك تشعر بتباطؤ اللعبة ومشكلة التقطيع بصورة متكررة. أما إذا كنت تمتلك المساحة الكافية منها، فسوف تسير الأمور بسلاسة فائقة. وبالتالي، إذا كنت تستخدم الكمبيوتر في أشياء أخرى (بجانب الألعاب)، فمن المؤكد أنك ستستفيد من الذاكرة العشوائية الأكبر لكي تضمن عمل تطبيقات الخلفية بشكل مثالي بدلاً من أن تجعلك مُضطر إلى الانتظار أمامها حتى تنتهي قبل أن تبدأ في تشغيل ألعابك.
■ الرامات ليست رخيصة، ولكنها أرخص من أشياء أخرى
ما هي مساحة ذاكرة الوصول العشوائي الكافية في 2024 |
لا داعِ أن تشعر بالقلق الشديد حيال الأمر إذا كانت ميزانيتك محدودة في الوقت الحالي وما زلت تأمل في تشغيل الألعاب المتطورة بشكل جيد. فإذا كنت تمتلك جهاز متوسط المدى، بمعالج Core I5 / Ryzen 5 وكارت شاشة من فئة RTX 3060 / RTX 3050، فلا يزال بإمكانك الاكتفاء بذاكرة 16 جيجابايت في الوقت الحالي. ولكن إذا كنت تريد أن تكون في مأمن، فإننا نوصي بامتلاك 24 جيجابايت على أقل تقدير.
الآن، يجب أن تعلم أن هناك مفاهيم خاطئة عن رامات الكمبيوتر التي ينبغي أن تتوقف عن تصديقها. أولاً، إذا لم تجد نفس نوع الرامات الموجودة حاليًا في جهازك، فلا توجد أدنى مشكلة، لا يزال بإمكانك خلط الرامات. بمعنى، أنه ليس من الضروري أن تكون جميع قطع الرامات في جهازك من نفس النوع ونفس الشركة – على الرغم من إنها الطريقة المثالية لتحقيق أقصى استفادة من الرامات. نعم، يمكنك خلط الرامات (Corsair مع Kingstone) أو (G-Skill مع Crucial) أو ( PNY مع ADATA) وغيرها. المهم هو أن تتأكد أن لوحتك الأم متوافقة مع نوع الرامات التي تخطط لشرائها. لذلك، يجب معرفة نوع الرام التي يدعمها حاسوبك بالمقام الأول. أما بالنسبة لأجهزة الكمبيوتر المحمولة، فيمكنك العودة إلى مقال طريقة معرفة عدد فتحات الرام على أي لاب توب.
يمكنك أيضًا خلط الترددات، بمعنى أن تقوم بتركيب قطعة رام بتردد 5600MHz بجانب قطعة أخرى بتردد 64000MHz. ولكن ستعمل كلا الرامتين بالحد الأدنى من الترددات المتاحة لتحقيق استقرار النظام. ومع ذلك، نحن نوصي بالبحث عن نفس نوع الرامات المتواجدة في جهازك حاليًا لأنها الطريقة الأمثل. وإذا كنت مازلت في بداية الطريق، فيجب أن تقوم بشراء كيت واحد يحتوي على قطعتين أو أربعة قطع داخل نفس العبوة – إنها الطريقة المثالية لتشغيل الرامات.
يجب أن تعلم فقط أنه لا يجوز خلط أجيال الرامات مع بعضها البعض. بمعنى أنه لا يجوز تركيب رام DDR4 بجانب DDR5 حتى وإن كانت اللوحة الأم تدعم كلا الجيلين، إلا أنه من الضروري أن تكون جميع قطع الرامات في جهازك من نفس الجيل الواحد.
النقطة الهامة هي أن الرامات ليست باهظة الثمن، إنها ليست رخيصة، ولكنها أرخص من معظم الأشياء. يمكنك شراء 32 جيجابايت رام من عدد كبير من الشركات بتكلفة أقل من 100$. قد تكون التكلفة مرتفعة عند حساب المبلغ بالعملة المحلية، ولكنها أرخص بكثير من كروت الشاشة والمعالجات المركزية. إذا كنت لا تستطيع تحمل شراء 32 جيجابايت في الوقت الحالي، فيمكنك الاكتفاء بقطعة 16 جيجابايت. ولكن حاول أن تشتري نوع جيد ومشهور حتى تضمن القدرة على شراء قطعة إضافية منه في المستقبل عندما تتسنى لك الفرصة.
الخلاصة هي أن 16 جيجابايت رام لم تعد كافية للألعاب في الوقت الحالي، ولكن تكون كذلك بكل تأكيد بعد عام أو عامين من الآن على أقصى تقدير. قد يكون سعر الرامات حاليًا مناسبًا لشراء المزيد منها، فنحن لا نعلم ما هي اتجاهات السوق في المستقبل، ولكنها عادةً ما تحمل معها المفاجآت الغير سارة والتكاليف المرتفعة مقارنةً بالماضي. لذلك، حاول أن تُحصّن نفسك بامتلاك 32 جيجابايت من الرامات حتى لا تفاجأ بأن جهازك غير قادر على تشغيل بعض الألعاب بسبب العجز في مساحة الرام الكافية.
اقرأ المزيد: تقليل استهلاك الرام في ويندوز وحل مشكلة امتلاء الرام
****************************