ما هو تأثير الهواتف الذكية على دماغ الإنسان
إذا كنت تعتقد أنك تعاني من إدمان الهاتف، فأنت لست الشخص الوحيد على هذا الكوكب. في الواقع، معظم سكان البشر يعانون من هذه الحالة الغريبة دون أن يدركوا حتى تأثيرها السلبي على حيواتهم. ولكن هل يُمكن أن يكون للهواتف الذكية تأثير سلبي على دماغ الإنسان من الناحية الصحية والعقلية، هذا ما سنحاول أن نسلط الضوء عليه من خلال هذا المقال.
ما هو تأثير الهواتف الذكية على دماغ الإنسان |
تأثير الهواتف الذكية على دماغ الإنسان
هل تعتقد أنه بإمكانك قضاء يوم كامل دون استخدام هاتفك المحمول؟ بالتأكيد لا. لم يعد من السهل تخيل الحياة بدون هواتف ذكية، ولكن بالنسبة لبعض الأشخاص فهو أمر يكاد يكون مستحيلاً. معظم سكان الأرض في عصرنا الحالي يميلون لإضاعة أوقات فراغهم في استخدام هواتفهم الذكية. في الواقع، نحن بدأنا نعتمد على الهواتف الذكية في سائر أمور الحياة. لحسن الحظ أن هناك بعض التطبيقات التي تساعدك على معرفة عدد الساعات التي قضيتها كل يوم وعلى مدار الأسبوع في استخدام هاتفك المحمول. وهناك حتى بعضها التي تساعدك على تحديد وقت استخدام التطبيقات على الهاتف.
من خلال العديد من الأبحاث العلمية والدراسات الطبية اتضح أن الشخص العادي في الولايات المتحدة يقضي يوميًا على الأقل 3 ساعات ونصف على الإنترنت أثناء استخدام هاتفه. هواتفنا جزء أساسي فعلاً من حياتنا اليومية، ومن الممكن أن تعزز من طاقتنا الإنتاجية أثناء العمل والتواصل مع الآخرين. ولكن هل تساءلت يوماً ما هي المخاطر المحتملة التي قد تتسبب فيها هذه الهواتف لعقولنا من جراء النظر إلى شاشاتها الساطعة لساعات طويلة كل يوم، وما هو مدى تأثيرها على دماغ الإنسان؟ مثلما تحدثنا من قبل عن مدى خطورة وضع الراوتر في غرف النوم، دعونا نوضح لكم إجابة سؤال ما هو تأثير على الهواتف الذكية على دماغ الإنسان باختصار شديد.
■ ما هو تأثير الهواتف الذكية على دماغ الإنسان من وجهة نظر الأطباء؟
مخاطر الهواتف الذكية على صحة الإنسان |
نظراً لانتشار الهواتف الذكية على نطاق أوسع، أثار هذا الأمر قلق مقدمي الرعاية الصحية والأجهزة الطبية وخبراء الصحة العقلية ومتخصصي التعليم وأفراد الأسرة وحتى العديد من الأشخاص العاديين من أولئك الذين يستخدمون هواتفهم بشكل مكثف وشديد كل يوم. ربما ستُفاجأ من معرفة نتائج الأبحاث التي أجرتها منظمات الصحة العقلية في الولايات المتحدة الأمريكية. اتضح للمحققين الذين طلبوا من بعض الأشخاص الخاضعين للتجربة عدم استخدام هواتفهم المحمولة لفترات زمنية مختلفة خلال اليوم، وكانت النتيجة أن محاولة كسر هذه العادة التكنولوجية هو أمر في غاية الصعوبة، حتى وإن كان لفترات زمنية قصيرة.
نحن البشر نستخدم الهواتف الذكية لعدد لا حصر له من الأغراض، سواء داخل المنزل أو المكتب أو محل العمل أو حتى في الخارج والمناطق العامة. بدءاً من التعامل مع المكالمات الهاتفية، مروراً بالتحقق من رسائل البريد الإلكتروني الجديدة، وحتى تحديث صفحاتنا الشخصية على مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي. باختصار شديد، أصبحت هذه الأجهزة "الهواتف الذكية" مرتبطة ارتباط وثيق جداً بعاداتنا وحياتنا اليومية. ولكن ما هو تأثير الهواتف الذكية على دماغ الإنسان هذا هو السؤال الأكثر أهمية في الموضوع.
اتضح أن الإجابة على هذا السؤال وباختصار شديد هي "نعم" من الممكن فعلاً أن تؤثر الهواتف الذكية على دماغ الإنسان. وفقاً لرأي الخبراء وبعض الدراسات التي أجريت حديثاً في عدد كبير من الجامعات الأوروبية، أن الاستخدام المُكثف للهاتف من الممكن أن يكون له تأثيراً سلبياً على التطور الاجتماعي والعاطفي والعقلي للإنسان، وخاصة للأطفال وصغار السن. ولكن الشيء الوحيد الذي اتفقت عليه جميع الدراسات هو أن استخدام الهاتف بكثرة يؤثر على عادات النوم لجميع الأشخاص بمختلف مراحلهم العمرية ويتسبب في عرقلة نظام النوم في العقل وهرمون الميلاتونين المحفز للنوم، بل ومن الممكن أن يجعل الأشخاص كسالى عن تأدية واجباتهم الحياتية وأنشطتهم اليومية.
وقد كشفت بعض الدراسات مؤخراً أن الهواتف الذكية لها بالفعل تأثير على الدماغ، ولكنها قد لا تظهر إلا على المدى الطويل وليست معروفة على وجه التحديد. اكتشفت جمعية علم الأشعة في الولايات المتحدة أن الشباب الذين يعانون من مشكلة إدمان الهاتف ويستخدمون الإنترنت بشكل مكثف كل يوم يعانون بالفعل من اختلالات كيميائية في الدماغ عند مقارنتهم بأشخاص طبيعيين ليسوا مدمنين على استخدام الهواتف الذكية. علاوة على ذلك، فلقد أشارت أبحاث أخرى أنه عندما تكون الهواتف الذكية في متناول اليد تنخفض القدرة المعرفية والإبداعية لدى الإنسان بشكل كبير، حتى وإن كان الهاتف مُغلق تماماً.
اقرأ أيضًا: حل مشكلة وميض الشاشة الهاتف سامسونج
أما بالحديث عن المشاكل النفسية، فلقد اتضح أن محاولة تفقد رسائل البريد الإلكتروني أو ممارسة الألعاب أو البحث في صفحات الويب ووسائل التواصل الاجتماعي قبل حلول الليل قد يؤثر بشكل كبير جداً على حالة النوم للإنسان. وفقاً لعدد كبير من متخصصي الصحة النفسية وخبراء مشاكل النوم، أن نوع الأشعة المنعكسة من شاشة الهاتف تؤثر سلباً على حالة النوم وتتسبب في تعطيلها. وتمت دعوة 12 شخص متطوع لا يعانون من أي مشاكل في النوم وتم تقسيمهم لمجموعتين بحيث 6 أشخاص في المجموعة الأولى يقومون بالقراءة ليلاً في أجهزة iPad لمدة 4 ساعات قبل النوم، بينما مجموع الستة الأخرين يقرأون كتب ورقية في إضاءة خافتة، ولمدة 5 ليالي.
تبين من خلال هذه التجربة أن الستة أشخاص الذين كانوا يقرأون في أجهزة iPad لديهم مستويات أقل من هرمون الميلاتونين مقارنة بالأشخاص الذين يقرأون في الكتب الورقية. ومن المعروف أن هرمون الميلاتونين هو الهرمون الأول والمسؤول عن شعور الإنسان بالنعاس.
اتضح من خلال هذه الأبحاث أن المشكلة الكبرى تكمن في إضاءة اللون الأزرق، حيث يكتشف البروتين الحساس للضوء في الخلايا المتواجدة في مؤخرة عين الانسان أطوال موجية محددة، وتتلقى ساعة الدماغ البيولوجية المسؤولة عن تنظيم إيقاع النوم في الدماغ هذه الموجات الطولية على أنها رسائل هامة للدماغ، مما قد يترتب عنه حالات شديدة من الأرق والقلق قبل الذهاب إلى النوم.
■ إذًا كيف تتعامل مع الأمر؟
أضرار الهاتف المحمول على صحة الإنسان |
على الرغم من أن نتائج هذه الأبحاث تعد مقلقة لأي انسان، إلا أن هناك العديد من العلماء الذين يؤكدون على أن الاستمتاع بالتطبيقات المفضلة لا يعتبر أمراً مدمراً في حد ذاته. ولكن بالتأكيد هناك أنواع معينة من الاستخدامات تبدو مقلقة وضارة في نفس الوقت. وقد أثبتت الدراسات أن تصفح فيسبوك بشكل مستمر أحد أبرز أسباب اكتئاب الشباب في العصر الحالي. بالإضافة إلى ذلك أن هناك بعض الألعاب التي قد تتسبب في إدمان الهاتف بصورة سريعة، وقد تتسبب في حالة الكسل العقلي، وعدم القدرة أو الرغبة في القيام بالمهام اليومية الأساسية.
ولذلك إذا كنت تخشى من أن تكون واحداً من هؤلاء يجب عليك أن تستخدم هاتفك بشكل أكثر حكمة، وألا تعتمد على الأجهزة التكنولوجية في شتى أمور حياتك. ينبغي ألا تعتمد على التحقق من الهاتف إلا عند الضرورة أو في أوقات محددة من اليوم، حاول أن تترك هاتفك بعيداً عنك، لا داعي لضبطه على الوضع الصامت ولكن لا تحاول التحقق منه إلا إذا تلقيت مكالمة هاتفية فقط أو خلال فترات قليلة كل يوم.
تخلص من التطبيقات التي تتسبب لك في إدمان الهاتف وخاصة تطبيقات التواصل الاجتماعي والألعاب، أو على الأقل حاول أن تعدل من طريقة استخدامك لها مع اختيار أوقات محددة لذلك. قم بتعطيل جميع الإشعارات التي تتلقاها من تطبيقات التواصل الاجتماعي، ولا تحاول استخدام هاتفك قبل النوم على الإطلاق. كما ويُفضل تفعيل وضع عدم الإزعاج أثناء الليل، وضبط إضاءة الشاشة على السطوع التلقائي. بهذا الشكل ستكون أنت من يتحكم في تكنولوجيا العصر وليست هي من تتحكم فيك.
في الختام يُمكن بالفعل أن يكون تأثير الهواتف الذكية على دماغ الإنسان تأثير سلبي وخطير. قد لا يكون هذا التأثير مرتبط بشكل كبير بصحة الدماغ أو العقل، على الرغم من أن الأشعة والموجات اللاسلكية التي يصدرها الهاتف قد تكون خطيرة على المدى الطويل، ولكنها ليست محددة بعد. ولكن استخدام الهاتف بطريقة خاطئة، قد يكون له تأثير سلبي على طريقة حياة الإنسان، وقد يسلبه أجمل لحظات الحياة التي من الممكن أن يعيشها مع أصدقائه وزملائه. من الممكن أن يكون لها تأثير سلبي خطير على طريقة نومك، وقد تعاني من الصداع والأرق كل يوم بسبب استخدامها قبل الذهاب إلى النوم مباشرةً، وهي من أحد أسباب ظهور الهالات السوداء حول العين.
اقرأ المزيد: كيف اعرف ان شاشة هاتفي HDR
********************