لسلامتك.. هذه هي نتائج بحث جوجل التي لا يمكنك الثقة بها
من أجل حمايتك .. هذه هي نتائج بحث جوجل التي لا يمكنك الثقة بها |
قدر كبير جداً من المعلومات ولكن القليل جداً من المعرفة، وهذا هو مفهوم محرك بحث جوجل الشهير. من منا لا يعتمد على محرك بحث جوجل كمصدر للوصول إلى الموضوعات والاطلاع على الأخبار الجديدة والتزود بالمعرفة حول أي جانب من جوانب الحياة. الأمر وصل إلى درجة اعتقاد بعض المهووسين بأن جوجل بمثابة إله جدير العبادة. ولكن هل كل هذا يعني أنه دائماً مصدر موثوق للحصول على المعلومات؟
نتائج بحث جوجل التي لا يمكنك الثقة بها
للأسف على الرغم من كونه فيضان لا حصر له من البيانات حول أي فكرة أو موضوع، و جوجل من جهتها تبذل جهود مضنية في مراجعة وفهرسة أغلب مقالات المتعلقة بالموضوعات المختلفة، ولكن لا يعد بحث جوجل دائماً مصدراً موثوقاً به وهذا لأن هناك العديد من الموضوعات التي تمر على محرك البحث دون التأكد من صحتها ومدى مصداقيتها.
في الواقع، جوجل لا تراجع الموضوعات أو المقالات المنشورة عن طريق أناس بشريين وإنما هي عبارة عن عملية مراجعة آلية تتم عبر خوارزميات متقدمة مستندة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مما قد يترك فرصة كبيرة لتواجد العديد من الموضوعات المشتبه بها ومرورها من أدوات الرقابة دون أي قيود على الإطلاق.
لا تثق بهذه الموضوعات على محرك بحث جوجل
نعم، تحاول جوجل تحسين تجربة تصفح الويب لجميع المستخدمين بشكل مستمر، وتواصل جهودها في حماية الأطفال وحظر المواد الإباحية والمواقع الغير لائقة لمن هم دون سن 18 عاماً. ولكن بالرغم من كل ذلك، فهناك كم رهيب من الأخبار والمعلومات الخاطئة التي تتسلل بسهولة إلى المستخدمين. ولذلك، لا يجب ان تضع ثقتك العمياء بكل ما تحصل عليه من نتائج بحث جوجل. في الواقع، حتى وإن كنت تثق دائماً بنتائج البحث التي تحصل عليها فعلى الأقل هناك بعض الموضوعات التي لا ينبغي الثقة بها وهي التي سنناقشها معكم من خلال هذا التقرير.
1- المعلومات الطبية والإرشادات العلاجية
المعلومات الطبية والإرشادات العلاجية |
أوصيكم وأرجو منكم ألا تثقوا أبداً بنتائج جوجل حول أي معلومة طبية أو وصفة علاجية. نعم، جوجل قد يساعدكم أحياناً في تشخيص المرض وطرح العديد من الإجابات التي قد تحتاجون إليها والأدوية ذات الصلة. ولكن هذا لا يعني أبداً أنه دائماً مصدر موثوق للاعتماد عليه، وأخبركم هذا من واقع تجربتي الشخصية.
في معظم الأحيان أغلب الأطباء الموكلين بالرد على استفساراتكم في المواقع الطبية على الإنترنت هم أطباء غير حاصلين على درجات الدكتوراة أو الماجستير في التخصصات بل هم أطباء عموميين. هذا لا يقلل من شأنهم، ولكن هذه هي الحقيقة. فعلى سبيل المثال قد تشعر فجأة بالقليل من التعب والإجهاد مع بعض علامات الإصابة بالإنفلونزا وأعراض مصاحبة لها ثم تطلب من الطبيب الإلكتروني تشخيص حالتك فيقوم بتشخيصها على كونها حالة الإصابة بفيروس كورونا أو حُمى على الرغم من أن حالتك الصحية بعيدة كل البعد عن تلك الأمراض وإنما هي فقط نزلة برد حادة.
ولذلك من الضروري ان تخضع للعلاج من قبل المشفى أو عن طريق زيارة عيادة دكتور حقيقي بعد أن يقوم بتشخيص حالتك وقياس درجة حرارتك وحينها سيكون هو الشخص الوحيد القادر على تحديد مرضك وبناءً عليه سيمنحك الأدوية المناسبة للعلاج. أيضاً ليس لمجرد أنك شعرت ببعض الأوجاع أو آلام في الكلى فهذا يعني أن هناك احتمالية الإصابة بحصى الكلى، وليس كل ما شعرت به من آلام في الصدر يعني أن الرئة ليست على ما يرام أو أن القلب به علة. رجاءً، ابتعد تماماً عن النصائح الطبية التي تقدمها مواقع الأطباء على الإنترنت واذهب فقط لطبيب مختص لاستشارته.
2- النصائح الاستثمارية والمالية
النصائح والاستثمارات المالية |
هل تفكر في إنشاء مشروع جديد أو خوض شراكة جديدة؟ لا مشكلة، ولكن على الأقل لا تعتمد على نتائج بحث جوجل من أجل الحصول على أي نصائح لها علاقة بكيفية تدبر الاستثمار المالي أو الحفاظ عليه. من الممكن أن يكون جوجل مصدر إضافي أو فرعي وتكميلي للحصول على البيانات ومعرفة أخبار السوق ولكنه ليس المصدر المثالي للتدبر أو الاستثمار المالي.
فإذا كنت تريد نصائح مالية صحيحة فيجب أن تعتمد على المواقع المعتمدة والمختصة بمجال الاستثمار الخاص بك لا على النتائج التي تظهر لك في الصفحة الأولى من البحث لأن المواقع المتخصصة هي المصدر الوحيد القادر على تزويدك بكل المعلومات التي تلزمك لفهم اتجاهات السوق وكيفية تدبر أموالك بطريقة صحيحة.
3- نظريات المؤامرة
نظريات المؤامرة |
ابتعد تماماً عن المواقع الإلكترونية التي تحاول خوض جدالاً لا هوادة فيه عن نظريات المؤامرة لأن الهدف الوحيد من وراء هذه الموضوعات هو جلب أكبر عدد من الزيارات وتحفيز الزائرين على قراءة الموضوعات لزيادة عدد النقرات وإنشاء المزيد من الجدل بين الطرفين. جوجل مركز رائع للحصول على المعلومات والأخبار الجديدة ولكن عندما يتعلق الأمر بالموضوعات السياسية فستلاحظ أن جوجل موطن رائع للشائعات والأكاذيب لدرجة قد تجعلك تعتقد أن لا يزال هناك بعض مخلوقات الماموث التي تعيش في كهوف جبال الهيملايا أو حيوان القدم الكبير الذي انتشرت شائعاته السخيفة طوال العامين الماضيين لجعل الناس تؤمن بوجود مخلوقات غريبة على كوكب الأرض لم يثبت صحة أي وجود لها على الإطلاق.
اقرأ أيضاً: كيفية تقليل استهلاك متصفح جوجل كروم للرامات
4- الأخبار الحصرية العاجلة
الأخبار الحصرية العاجلة |
عند حدوث حدث هام تكون الفرصة سانحة أمام المواقع المضللة لخلق وابتكار أكاذيب وشائعات حول هذا الموضوع من أجل جلب المزيد من الزوار وتعزيز أرباحهم. عند حدوث أي حادثة هامة تكون الأخبار شحيحة جداً في البداية ولا ينبغي أن تصدق أي معلومة تصدر عن هذا الخبر فور وقوعه لأن بنسبة 99% ستكون هذه المعلومات خاطئة تماماً. من حسن الحظ أن جوجل تتخذ تدابير قوية من أجل التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة ولكن هذا لا يعني أنها ستكون قادرة على حظر فيضان الشائعات فور حدوثها لأن الأمر يلتزم بعض الوقت والمراجعة والتدقيق والتأكد قبل حظر الأخبار.
خلال هذه الفترة تستغل المواقع الإلكترونية فرصة تحفيز الزائرين على الدخول إلى المواضيع وقراءتها لتعزيز أرباحهم. ولذلك، اختصارًا للأمر لا تحاول أبداً الثقة في الأخبار الحصرية لأنها غالباً ما تكون مُضللة أو قائمة على تكهنات وأقاويل غير موثوق بها. أنا لا أقصد أن أمنعك من مطالعة الأخبار العاجلة، ولكن على الأقل لا تعتمد على نتائج بحث جوجل. بدلاً من ذلك يمكنك التوجه مباشرةً إلى مواقع الأخبار الموثوق بها في منطقتك ومطالعة جديد الأخبار الحصرية من هناك. فإن لم تجد هناك فهو دليل قاطع على عدم صحة جميع الأخبار التي صادفتها على نتائج بحث جوجل.
5- الاستفسارات المتعلقة بالأديان
الاستفسارات المتعلقة بالأديان |
التزود بالمعرفة عن الفقه والدين أمر في غاية الأهمية وتحث عليه جميع الأديان ولكن بسبب الاختلاف الشائع بين الطوائف الدينية وتعدد الأديان فقط تقع في النهاية فريسة في أيدي المصادر الخاطئة التي تحاول خوارزميات جوجل تعزيز وجودها على نتائج البحث وهو الأمر السائد عموماً باسم "خوارزميات الاضطهاد العنصري". ولذلك من الأفضل ألا تثق في نتائج بحث جوجل عندما يتعلق الأمر بأي سؤال ديني بل من الأفضل الاعتماد على المواقع الاسلامية المعتمدة من قِبل الحكومة مثل موقع الأزهر الشريف أو تلك المواقع الحكومية الموثوق بها.
6- مواقع مراجعات الأداء والتوصية بالمنتجات
مواقع مراجعات الأداء والتوصية بالمنتجات |
جميعنا عند شراء أي منتج جديد نحاول البحث عن مراجعات له على الإنترنت للتأكد من مدى قوته ومعرفة مميزاته وعيوبه والتحقق من آراء المستخدمين ومراجعي مواقع الطرف الثالث عنه. من حسن الحظ أن هناك العديد من المواقع التي تراجع المنتجات بكل صدق وشفافية ودون أي تحيز لمنتج أو علامة تجارية بعينها، كما أن هناك العديد من قنوات اليوتيوب التي تفعل الشيء ذاته. ولكن في نفس الوقت هناك الكثير من المواقع التقنية التي تحاول الثراء سريعاً وبأقل جهد ممكن عن طريق التسويق والترويج للمنتجات السيئة على كونها منتجات "رائعة ومذهلة" على الرغم من كونها منتجات رديئة للغاية.
ولذلك إذا لاحظت أن هناك بعض المواقع التي لا تذكر أي عيب في المنتج فهذا دليل كافِ على عدم الثقة بالمراجعة لأنه لا يوجد شيء كامل في هذه الحياة ولابد من معرفة الجوانب السلبية لأي منتج استعداداً لها قبل شراءه. في نفس الوقت إذا لم تكن المراجعة تحتوي على صور حقيقية للمنتج نفسه قيد الاستخدام فلا تثق في هذه المراجعة لأنها على الأغلب مراجعة ممولة من الشركة المالكة للمنتج وليست من مراجعة الأشخاص العاملين في الموقع نفسه.
الخاتمة
على الرغم من أن جوجل لديها القدرة على مراجعة آلاف الأخبار والموضوعات في الثانية الواحدة ولكن الغريب ولسبب غير معلوم أن خوارزميات محرك البحث لا تزال غير قادرة على منع العديد من المواقع المضللة وهو ما سمح لمثل هذه النوعية من المواقع بالرقي والازدهار على حساب المستخدمين البسطاء. لا يزال هناك بعض الموضوعات التي لا يمكن الثقة بنتائج بحث جوجل عنها ولكن هذه كانت أهم الموضوعات التي لا ينبغي الاعتماد على محرك جوجل في الحصول عليها وخاصة النصائح الطبيعة والإرشادات العلاجية أو الأخبار الحصرية العاجلة.
اقرأ أيضاً: أسرار متصفح جوجل كروم على الاندرويد
*****************